سليمان حسن عضو مجلس الإدارة
عدد الرسائل : 718 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
| موضوع: منزلة التوحيد 2011-01-25, 20:53 | |
|
منزلة التوحيد
إن منزلة علم التوحيد من سائر العلوم منزلة الرأس من الجسد، لأنه أصل الدين وأساسه المتين، ولأنه يبحث في أهم القضايا الأساسية التي تتعلق بالوجود، وهو أفضل العلوم وأشرفها، ولان شرف العلم بشرف المعلوم، ولان التوحيد هو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، إذ لا يكون الإنسان مسلما ولا مؤمنا إلا بمعرفة علم التوحيد معرفة تظهر آثارها في الأقوال، والأفعال، في جميع الأحوال، وحاجة العبد إلى علم التوحيد أشد من حاجته إلى غيث السماء، ونور الشمس الذي يذهب حنادس[1] الظلمة، فضرورته إليهم أعظم الضرورات وحاجتهم إليهم مقدمة على جميع الحاجات، لأنه لاحياه للقلوب إلا به، ولا سعادة للإنسان إلا إذا عرف ربه ومعبوده، وفاطره بأسمائه وصفاته، وأفعاله، معرفة يقينية، وعرف رسول ربه إليه وتأكد من بيانات معجزات رسالته، وعرف الحكمة من وجوده على البسيطة، وعلم بالحلال والحرام، وعرف أثر كل فعل في المستقبل الذي يسير بالموت إليه.[2]
ويقول الله تعالى في محكم تزيله )الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) (.[3] ففي هذه الآية السابقة يبين الله عز وجل أن الذين اخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة، ومن مات على التوحيد ولم يصر على الكبائر فله الأمن من العذاب في الآخرة وهذا من فضل التوحيد.[4]
[1] شدة الظلمة، القاموس المحيط، الفيروز أبادي، دار الجيل بيروت، ج6 ص58
[2] التوحيد،للشيخ عبد المجيد الزنداني، مكتبة جدة ص 58
[3] سورة الأنعام، الآية 82
[4] الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد، عبد الله بن جار الله، المملكة العربية السعودية 1416 ص16
| |
|