أمر المنيـة فـي البريـة محكـم والنـاس فيـه مؤخـر ومـقـدم |
عبثـا نحـاول أن ننـال سـلامـة النـاس صيـد والمنيـة ضيـغـم |
سئمت أكف الحاملين مـن البلـى نحـو المقابـر والبلـى لا يسـأم |
لا تحزني يا نفـس ليـس بمرجـع حـزن حبيبـا لـلـردى يتقـحـم |
عصفت به ريـح المنـون وريبهـا غـررا وعاطفـة الـورى تتبـرم |
يـا لائمـا منـي عظيـم شكايتـي فقـد الطفولـة لا أبالـك أعـظـم |
من ذا يلـوم أبـا يكفكـف أدمعـا مـن مقلتيـه علـى ابنـه يتـألـم |
إنـي أصبـر مـن أرى لكنـنـي ممـا أرى فـي مهجتـي أتضـرم |
حبسـت عيونـي دمعهـا لكنـمـا قلبـي بمـا فـي جوفـه يتحطـم |
يا أيها الجسـد المسجـى صامتـا هل أنت من بالأمـس كـان يتمتـم |
انطق فصمتك هز كـل جوانحـي وأرى الجوى في مهجتـي يتكلـم |
حقا رحلت مـن الوجـود ميممـا تبغـي النـوى أم أننـي أتوهـم؟! |
ما زلت أسمع نبض صوتك راقصا في سامعـيّ غـداة جئـت تسلـم |
تنـوي الرحيـل وتبتغيـه بـقـوة تدلـي إلـي بحجتيـك وتُحـكـم |
فمضيتَ والخوف المسيطر في دمي يبكـي وأنـت محـلـق تتبـسـم |
قد كنت أخشى أن تنالـك شوكـة أو دونها فأتـاك مـا هـو أعظـم |
يا بحر هل علمت مدودك ما طوت بحـرا بـه مـوج الذكـاء يدمـدم |
كيف احتويـت هياجـه ورحابـه وفيالقـا فـي عـرضـه تتـقـدم |
أوَ لست تدري أن ما بـك بعضـه ما لـي أراك خلفـت مـا أتوسـم |
أطفأت من شعـل النجابـة شعلـة كانـت علـى أقرانهـا تتـضـرم |
وضممت في مرعى أجاجك سلسلا عذبـا فغـاض رحيقـه المتسنـم |
هـلا رحمـت إذا بـدا لـك أمَّـه هـل سـر حالـك أنهـا تتـألـم |
ثكلى ذوت لأذى الرحيـل عيونهـا فلهـا دمـوع تــارة ولـهـا دم |
ضمته في جزع الأمومـة عندمـا يشتد في وقـع خطـوب ويعظـم |
سألت وحشرجة النحيـب تعيقهـا أين الذين رأوه صموا أم عمـوا؟! |
ما بالهم تركوه في لجـج الـردى يهوي وجـاءوا إثـره وترحمـوا |
من ذا يكفكـف دمعهـا ويريحهـا مـن ذا يـرق لحالهـا أو يرحـم |
أنـي أصبرهـا ولسـت ألومهـا فأنـا الـذي مـن صبرهـا أتعلـم |
علمتْ بـأن رحيلـه للخلـد فـي دار النعـيـم وأنـــه يتـنـعـم |
فبكت لـه فرحـا ومنطـق حالهـا أبشـر فقبـرك للفـرادس سـلـم |
|
لو كنـت تفـدى لافتديتـك بالـذي تبغي وكنـت بمـا يـردك أكـرم |
لكـنـه قـــدر فـكـيـف أرده ومصائـر فـي أمرنـا تتحـكـم |