عندما تُستفـزّ
وحينما تُستثار
ويُراد منك أن تثور وتغضب
فَـكُـن في غاية الهدوء
أَعْلَمُ أن ذلك من الصعوبة بمكان
خاصة في بداية الأمر ..
[size=25]ولكن تذكّر :
" إنما العلم بالتعلّم ، وإنما الحلم بالتحلّم ، من يتحر الخير يُعطه ، ومن يتقِّ الشر يُوقـه " .ربما يصعب عليك كظم الغيظ أو كتمان الغضب ..
ولكن عندما تتذكّر عظيم الأجر في كظم الغيظ وكتمان الغضب وقَسْر الـنَّـفْس وكَبْتَ جِماحها يَهُون عليك ذلك .
وإنما تؤخذ الـنَّـفْس وتُربّـى بالرياضة .
وتذكر :
الحليم يتغافل ، والكريم إذا قَدر عفـا
ويكفي في فضل كظم الغيظ وحبْس النفس أنه من صفات الكرماء .
وقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
قالت عائشة رضي الله عنها : " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ،
وما نِيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل" . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :
" إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة " . رواه مسلم .
قال سعيد بن عبد العزيز : فَضل شداد بن أوس الأنصار بخصلتين :
ببيان إذا نطق ، وبكظم إذا غَضِب .
وقد روي أن معاوية رضي الله عنه خطب يوماً فقال له رجل : كذبت
فنزل مُغضباً فدخل منزله ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماء , فصعد المنبر فقال :
أيها الناس إن الغضب من الشيطان , وإن الشيطان من النار فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء
ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته .
وجاء غلام لأبي ذر , وقد كسر رجل شاة له فقال له :
من كسر رجل هذه ؟؟
قال : أنا فعلته عمداً لأغيظك , فتضربني فتأثم
فقال : لأغيظن من حرضك على غيظي , فأعتقه
ودخل سيدنا عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة
فمر برجل نائم فعثر به , فرفع الرجل رأسه وقال :
أمجنون أنت ؟
فقال عمر : لا
فهم به الحرس , فقال عمر : دعوه إنما سألني أمجنون ؟ فقلت : لا
ولنتمثل دائما ًقول الإمام الشافعي :
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مُجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما *** كعُودٍ زاده الإحراق طيبا
********* *****